فصل: فصل في تدبير المخدرات:

/ﻪـ 
البحث:

هدايا الموقع

هدايا الموقع

روابط سريعة

روابط سريعة

خدمات متنوعة

خدمات متنوعة
الصفحة الرئيسية > شجرة التصنيفات
كتاب: القانون (نسخة منقحة)



.فصل في تدبير المخدرات:

قد ذكرنا في التدبير الكلّي كيفية وجوب اجتناب المخدرات فإن اشتدّت الضرورة ولم يكن منها بد فأوفقها الفلونيا ومعاجين ذكرناها في القراباذين وكل ما يقع فيه من المخدّر جندبادستر ومنها أقراص أصطيرا.
نسختها: يؤخذ زعفران ميعة سائله زنجبيل دار فلفل بزر البنج من كل واحد درهم أفيون جندبادستر من كل واحد ربع درهم يتخذ منه حبوب صغار والشربة من ثلثي درهم إلى درهم.
دواء جيد: يؤخذ أصل الفاوانيا وزعفران وقردمانا وسعد من كل واحد أوقيتان ورق النعناع اليابس وقسط مرّ ودار فلفل وحماما وسنبل هندي من كل واحد ثلاث أواق بزر كرفس أنجدان زنجبيل سليخة حب بلسان من كل واحد أربع أواقَ أفيون بزر الشوكران قشور اليبروح من كل واحد أوقية عسل مقدار الكفاية يستعمل بعد ستة أشهر.
وأيضاً يستعمل بعض الحقن المعروفة المعتدلة ويجعل فيه جندبادستر نصف درهم أفيون مقدار باقلاة وأقل وربما جعل الأفيون ونحوه في أدهان الحقنة للقولنج وربما جعل مع ذلك سكبينج وحلتيت ودهن بلسان وشيء من مسك وربما اتخذت فتيلة من الأفيون والجندبادستر مدوفين في زيت البزور ويغمز فيه فتيلة وتدسّ في المقعدة ويجعل لها هدب خيطي يبقى من خارج يسلّ كل ساعة ويجدد عليه الدواء.
تغذية المقولنجين: أما أن جميع أصناف القولنج تحتاج إلى غذاء مزلق ملين فهو مما لا شك فيه وأما أنه يحتاج إلى مقو فأمر يكون عند ضعف يظهر لشدّة الوجع وكثرة الاستفراغ.
والمقويات هي مياه اللحم المطبوخة بقوة وصفرة البيض النمبرشت ولبت الخبز المدوف في مرقة والشراب وأما أن ترك الغذاء أصلاً نافع للقولنج البلغمي والريحي وغير ذلك فهو أمر يجري مجرى القانون وربما احتيج إلى أن يجعل التربد والسقمونيا في مرقهم وخبزهم ويجب أن يكون خبزهم خشكاراً مخمراً غير فطير ورخواً غير مكتنز.
وينفع أكثرهم أو لا يضرهم التين والجميز والزبيب والموز الرطب كل ذلك إذا كان حلواً والبطيخ الشديد الحلاوة الشديد النضج.
ثم غذاء الورمي والصفراوي المزلقات الباردة مثل ماء الشعير ومرقة العدس اسفيذباجة ومرقة الآسفاناخ إن لم يخف نفخ الآسفاناخ والإجاصية ونحوها.
وأما مرقة الديك الهرم والقنابر الفراخ فمشتركة للثفلي والبارد بأصنافه ولا رخصة في لحم الديك الهرم.
وأما لحم القبرة فقوم لا يرخّصون فيه لما يتوقع من اللحم المحلوب قوته في السلق من العقل.
وقوم مثل روفس وجالينوس في كتبه وخصوصاً في كتاب الترياق يقضي بأن دمها نافع ولو مشوياً ولحم الهدهد كذلك وتجرع المري النبطي قبل الطعام سبع حسوات نافع في كل ما لاحرارة عظيمة فيه.
وكذلك النمبرشت نافع لهم مثل ما يخص القولنج البارد تناول المري والثوم في طعامهم وتبزير طعامهم با لكراث وتمليحه وتفويهه بالدارصيني والزنجبيل والزعتر والكمون والأنجرة والقرطم ويجب أن يتناولوا الاسفيذباجات برغوة الخردل ويكون ملحهم من الدراني المبرز المخلوط بالقرطم والشونيز والكمون والأنيسون ويجتنبون جميع البقول إلا السذاب السلق.
وفي النعناع أيضاً نفخ ومن أشربتهم الشراب الريحاني الصرف وشراب العسل با لأفاويه.

.فصل فيما يضر المقولنجين:

الأشياء التي تضرّهم منها أغذية ومنها أفعال.
فأما الأغذية فكل غليظ من لحم الوحش حتى الأرنب والظبي والبقر والجزور والسمك الكبار خاصة كان طرياً أو مالحاً.
وكل مقلو من اللحمان ومشوي كيف كان وجميع بطون الحيوانات بل جميع أجرام اللحوم إلا ما استثنيناه قبل.
ويضرهم السميذ والفطير ويضرهم السكباج والمضيرة والخل بزيت والكشكية والبَهَط واللوزينج.
والقطايف أقل ضرراً.
وكذلك الخشكنانكات كلها ضارة والفتيت والزلابية والألبان والجبن العتيق والطريق وكل ما فيه نفخ من الأغذية والبقول كلها سوى ما ذكرناه من مثل السلق والسذاب البارد والنعنع قد يضرهم بنفخه.
وكذلك الجرجير والطرخون ضار لهم أيضاً ومثل الزيتون وجميع الفواكه إلا المشمش والإجاص الصفراوي والحار والثفلي من حرارة فقط دون غيرهم.
والبطيخ الحلو قبل الطعام في حال الصحة غير ضار لأكثر القولنجين.
وأما القرع خاصة والقثاء والقند والسفرجل وبيض الكرنب وبيض السلجم والقنبيط والكمثري والتفاح وخصوصاً الحامض والقابض والزعرو والنبق والغبيراء والكندس الطبري والتوث الشامي والأمبرباريس والسماق والحصرم والريباس وما يتخذ منها وما يشبهها فأعداء للقولنج لا سبيل له إلى استعمالها.
وكذلك يضرّهم الجوز واللوز الرطبان جداً والباقلا الرطب.
والرمان الحلو أقل ضرراً من الحامض.
وأما الأفعال التي يجب أن يحذروها فمثل حبس الريح وحبس البراز والنوم على براز في البطن وخصوصاً يابس بل يجب أن يعرض نفسه عند كل نوم على الخلاء واعلم أن حبس الريح كثيراً ما يحدث القولنج بإصعاده الثفل وحفزه إياه حتى يجتمع شيء واحد مكتنز وبإحداثه ضعفاً في الأمعاء وربما أدى ذلك إلى الاستسقاء وربما ولد ظلمة البصر والدوار والصداع وربما ارتبك في المفاصل فأحدث التشنّج.
والحركة على الطعام رديء لهم وشرب الماء البارد والشراب الكثير على الطعام.

.فصل في إيلاوس:

وهو مثل القولنج إذا عرض في المعي الدقاق: إن إيلاوس قد يعرض من جميع الأسباب التي يعرض لها القولنج ويجب أن يرجع في أسبابه وأعراضه وعلاجاته إلى مثل ما فصل في باب القولنج، وقد يعرض بسبب سقي أصناف من السموم تفعل إيلاوس وقد يعرض لشدة قوة المعي الماسكة فيشتمل على ما فيه ويحبسه.
ومما يفارق به القولنج في أحكامه أنه كثيراً ما يكون عن سوء المزاج المفرد أكثر مما يكون منه القولنج.
وأكثره من مزاج بارد وخصوصاً إذا اتفق أن كانت المعدة حارة جداً والتواء المعي وشدة الريح والبلغم.
وربما كان سببه شرب ماء بارد على غير وجهه وأن الريحي منه إيلامه بإيقاع السدة أكثر من إيلامه بتمزيق الطبقات بل كأن جميع مضرّته من ذلك.
وهذا بخلاف ما في القولنج.
والورمي قد يكثر فيه أكثر مما في القولنج وهو رديء جداً ويكثر الفتقي أيضاً.
والثفلي منه شديد الوجع جداً.
وكثيراً ما ينتقل القولنج إلى إيلاوس وهذا شيء كالكائن في الغالب وأكثر ما ينتقل إيلاوس في السابع وهو يعدي من بعضهم إلى بعض ينتقل في الهواء الوبائي ومن بلاد إلى بلاد ومن هواء إلى هواء انتقال الأمراض الوافدة.
قال أبقراط: إذا حدث من القولنج المستعاد منه فواق وقيء واختلاط عقل وتشتج فكل ذلك دليل رديء.
وهذه الأعراض تعرض له بمشاركة المعدة وبمشاركة الدماغ.
قال أبقراط: إذا حدث من تقطير البول إيلاوس مات صاحبه في السابع إلا أن يحدث حمى فيجري منه عرق كثير.
و جالينوس لم يعرف السبب في ذلك والبلغمي والريحي منه ينتفع بالحمى أيضاً.
وإذا اشتدّ تواتر القيء الحثيث والكزاز والفواق قتل.
وجودة القارورة في هذه العلة غير كثيرة الدلالة على الخير فكيف رداءتها.
وأردأ إيلاوس الذي يقذف فيه الزبل من فوق ويسمى المنتن ثم الذي يكون فيه العرق منتناً نتن الزبل ثم الذي يكون فيه النفس منتناً ثم الذي يكون الجشاء فيه منتناً ثم الذي تكون الريح السافلة فيه منتنة.

.فصل في العلامات:

علامات إيلاوس أن يكون الوجع فوق السرة ولا يخرج شيء البتة من تحت ولا ينتفع بالحقنة كثير انتفاع كما قال أبقراط.
وربما اندفع ثفله إلى فوق فقاء الزبل والدود وحب القرع وأنتن فمه وجشاءه بل ربما أنتن جميع بدنه.
وهذه دلائل لا تخلف واحتباس خروج الشيء من أسفل لازم لهذه العلة.
وأما عظم حال القيء للرجيع فليس بلازم إنما يعظم عند الخطر لكن حركة القيء والتهوّع في هذا أكثر منها في القولنج لأن هذا في معي أقرب إلى المعدة.
وكذلك عروض الكرب والغم والخفقان والغشي والسهر وبرد الأطراف فإن هذه في إيلاوس أكثر منها في القولنج ويكون الثفل في البلغمي والثفلي فيه أشد مما في القولنج لأنه في عضو أشد ارتفاعاً وأضعف جرماً وأشد استقراراً على البدن.
وقد يظهر فيه من تهيج العين أكثر مما في القولنج ثم علامات تفاصيله مثل علامات تفاصيل القولنج مع علامات إيلاوس لكن الكائن من السموم يحل عليه عروض دلالات آخرى قبل اشتداده فإن الذي سببه السمّ قد يؤدي إلى الضعف والاسترخاء والخفقان في أول ما يعرض قبل أن يشتد ويعظم وجعه.
ويدلّ عليه أن لا يعرف سبب آخر ظاهر.
والكائن من قوة الأمعاء يدل عليه شدة صلابة الثفل وسرعة في الزبل ولا يكون هناك حمى ولا سقوط قوة شديد.
العلاج: إن علاج إيلاوس يقرب من علاج القولنج إلا أنه أقوى.
والمشروب فيه أنفع ولا بد أيضاً من الحقن فإنه إذا شرب من فوق وامتنع فحقن من أسفل كان عوناً جيداً لمشروب سواء قدمت الحقنة أو أخرت بحسب الحاجة.
وأيهما قدم وجب أن يجعل الآخر أضعف وكثيراً ما يسكن وجعه بجرع الماء الحار لوصوله إليه بالقرب محللاً لما يؤدي فيه.
وقوم يرون أن من الصواب أن يفتق المعي أولاً بوضع منفاخ فيه بالرفق ثم يحقن حتى تصل الحقنة إلى الموضع البعيد وصولاً سهلاً.
والفصد ههنا أوجب فإنه إن كان ورم لم يكن منه بد وإن كان وجع شديد خيف منه الورم فوجب الاستظهار به.
وهذا قد يعرض منه تفرق الأخلاط الرديئة في البدن لاحتباسها عن الدفع حتى ينتن البدن وإذا تفرقت أخلاط رديئة في البدن وصعب إخراجها بالإسهال كان الفصد من الواجب.
وذلك أيضاً مما يمنع المادة المؤلمة بغورها عن الغور ويكاد أن يكون استعمال المزلقات المائلة إلى الحرارة واللعابات الحارة مع دهن الخروع نافعاً في أكثر إيلاوس اللهم إلا المراري والورمي الشديد الحرارة وكذلك سلاقة الشبث بالملح والزيت المطبوخ معهما وكذلك تمريخ البدن بالزيت المسخّن.
ويعالج البلغمي منه بمثل ما قيل في القولنج من المشروبات وبمثل حب الصبر وحبّ السكبينج حب الأيارج.
وجميع ذلك بدهن الخروع وبحقن معتدلة تجذب إلى أسفل.
والريحي يعالج بمثل ما قيل هناك من المشروبات النافعة من الرياح والحقن ليجعل الحقن عوناً لما يشرب وبالمحاجم الكثيرة توضع في أعلى البطن.
وربما احتيج إلى أن يشرط الذي يلي الوجع فربما جذب المادة إلى المراق.
والمزاجي الساذج يعالج بما تعرفه من تبديل المزاج واستفراغ الخلط على ما قيل في القولنج المادي.
والورمي الحار يعالج بمثل ما رسمناه في القولنج.
والورمي البارد يعالج أيضاً بمثل ما قيل في القولنج.
وأوفق ذلك شرب دهن الخروع في ماء الأصول أو ماء الخيار شنبر وسائر العلاجات المعلومة وأيضاً من السنبلين ومن الشبث ومن حب الغار وبزر الكتان والحلبة وبزر الخطمي وبزر المرو من كل واحد مثقال الأصول الثلاثة من كل واحد سبعة مثاقيل وخمس تينات وعشر سبستانات يطبخ ويسقى بدهن الخروع أو اللوز المرّ.
والمراري منه يعالج بمثل ما عولج به نظيره والفتقي أيضاً يعالج بوضع مناسب لعود ما اندفع في الفتق ويشده.
والذي من شدّة قوة الأمعاء يعالج بالمزلقات الدسمة وبأمراق الدجج المسمنة والفراريج والحملان يتناول أمراقها الدسمة إسفيذباجة وزيرباجة خصوصاً إذا جعل فيها شبث وأصول الكرّاث النبطي ودهن اللوز ويستعمل بعد ذلك حقنة رطبة لينة لطيفة الحرارة.
والثفلي أولاً يعالج بحقن لينة ثم يتمزج إلى القوية ويعقب ذلك بشربة من المسهّلات الخاصة بالثفلي لينحدر ما بقي.
والسفي يبدأ في علاجه بالتنقية بمثل الماء الحار ودهن الشيرج وربما احتيج أن تجعل فيما تقيؤه به قوة من تربد أو بزر فجل وبعد ذلك يسقى الترياق الكبير والبادزهر وما يشبهه ويجعل شرابه ماء السكر وطعامه المرق الدسمة.
وإذا توالى عليهم القيء ولم يقبلوا الطعام سقوا الدواء المذكور في مثل هذا الحال من القولنج وربما احتبس قيؤهم وأمسك الطعام في بطونهم أن يعطوا خبزاً مغموساً في ماء حار يغلي وما يحدث من الأغذية القابضة والعفصة واللزجة فعلاجه قريب من علاج نظيره من القولنج إلا أن الأنفع فيه المتحسيات والمشروبات.